-->

الجمعة، 29 ديسمبر 2017

العسل المخدر اوعسل الهلوسة الجزء الثاني
الموضوع اليوم عن الرحلة التي قام بها raphaeltreza سنة  2011 لاستكشاف منطقة العسل المخدراو عسل الهلوسة  واخذ برفقته اثنان من المرشدين الذين على يعرفون المنطقة جيدا وليستفاد منهم كمترجمين.
وكما ذكرت سابقا في الجزء الاول يوجد هذا العسل في منطقة جبال الهملايا في النيبال وهي سلسلة جبلية تفصل سهول شبه القارة الهندية عن التبت وتحتوي على قمم جبال عالية يصل قسم منها الى ارتفاع اكثر من ثمانية الاف مترويعيش هناك سكان قبيلة gurungs بمعزل عن العالم, حيث تبعد قراهم البالغ عددها 150 قرية مسافة يومين مشيا على الاقدام عن اقرب طريق, وهم يتمتعون بصحة عالية واعمار طويلة ولديهم اكتفاء ذاتي من المواد الغذائية الخضراوات والرز وكذلك المواشي, ويقومون بتربية النحل العادي في جدران منازلهم وكون قراهم في مناطق نائية فهي معرضة لهجوم الحيوانات البرية مثل الدببة لذلك لديهم اسلحة لحماية انفسهم وبالاضافة الى الاعمال التي يقومون بها فقد امتهنو جني العسل من خلايا النحل العملاق التي تبني مستعمراتها في سفوح الجبال ويسمى الذين يقومون بالجني بصائدي العسل.
نعود الان الى الرحلة التي قام بها raphaeltreza  فبعد وصوله وفريقه للقرية قام بعمل تقرير قصير عن القرية واسلوب معيشتهم, وفي صباح اليوم التالي توجه الى سفوح الجبال لصيد العسل برفقة مجموعة من صائدي العسل ومعهم المعدات اللازمة مثل الحبال وادوات جمع وتصفية العسل, ومن معتقدات القبيلة انه قبل الصيد يجب القيام بعملية التضحية بذبح الدجاج اعتقادا منهم انها تحفظ الصيادين من الاذى اثناء عملية جمع العسل الخطيرة.
عند الوصول الى مكان العسل يتم تجهيز الحبال حيث تمد الحبال ثم تثبت قطع خشبية بينها بطريقة محكمة وبمسافات متساوية والتي تعمل كدرجات السلم ويتم تجهيز مجموعة من اغصان الاشجار ليستعملوها لتدخين النحل.
قبل البدء بتدلية السلالم يتم رشها بالماء لكي لاتتأذى من احراق النار التي تستعمل لتدخين النحل فهم يعتنون كثيرا بالحبال لان سلامة صائدي العسل تعتمد عليها.
تبدأ العملية بنزول احد الاشخاص لاسفل المنحدرلايقاد النار لتهدئة النحل وتجنب اللسعات, الدخان يجعل النحل يشعر بوجود حريق فلا يهتم بالاشخاص الموجودين.
من الاعلى يتم انزال السلم ونزول صائد النحل, وبالرغم من الدخان الذي ملأ المكان اصبح النحل عدوانيا وبدأ بدخول ملابس فريق التصوير وحسب ارشادات صائدي النحل يجب ان لايتحرك الشخص لان اي حركة تثير النحل ويبدأ بعدها بالمهاجمة وهم يجهزون انفسهم باغطية يستعملوها عند مهاجمة النحل لهم ليبتعدو من المنطقة.
بعد وصول صائد النحل الى مستعمرة النحل يقوم احد الاشخاص بالاعلى بانزال سلة كبيرة يدفعها صائد النحل الى اسفل خلية النحل باحدى يديه ويقوم بقطع اقراص العسل باليد الاخرى ويسقطها في السلة ليقوم الاشخاص في الاعلى بسحب السلة التي تحوي العسل, وبعد انتهاء العملية يتجمع الفريق في الاعلى للاطلاع على العسل الذي تم جمعه ثم يتم تصفيته عن طريق اوعية يصنعوها من الحصير لعزله عن الشمع والنحل الميت, وبعدها يبدأ الجميع تذوق العسل ولكن بحذر وحسب تعليمات الصيادين يجب ان لايؤخذ اكثر من ثلاث ملاعق شاي لكل شخص.
وبعد اتمام العمل بدأت رحلة العودة التي يجب ان تتم بسرعة كون المكان خطر لوجود حيوانات برية تظهر في الليل مثل الدببة والنمور, ولكن احد مرافقي المصورالذي كان قد تناول كمية من العسل اكثر من الحد المطلوب جلس على الارض ولم يستطع المشي وبدأ تأثير مفعول العسل المخدر يظهر عليه, حيث بدأ بالهذيان وبعدها سقط ارضا فاقدا للوعي وقام رفيقه بحمله على كتفه للرجوع  به للقرية, وهناك اعطوه علاج بالاعشاب وفي الصباح اصبح وضعه احسن مع القليل من الصداع وغادر فريق التصوير مع مرافقي المصور الذين اخذوا معهم كمية من العسل بعد ان اقسموا ان يستعملوه باعتدال.
في الحقيقة كان تقرير اكثر من رائع وقد شجع هذا التقرير الكثيرين على هذه التجربة وتم انتاج افلام كثيرة عن هذا العسل وعن عملية الجني الصعبة.
وحتى اصبحت هذه المنطقة مصدر جذب للسياح الذين يدفعون مبالغ من250 الى 1500 دولار لمرافقة صائدي العسل في مهمتهم.

المهندس جاسم محمد

لمشاهدة الفيديو لهذه الرحلة الممتعة


صائد النحل اثناء عملية الجني

تجهيز الحبال للرحلة

تثبت القطع الخشبية في الحبال 

تثبيت القطع الخشبية في الحبال

صائد النحل يقوم بالتدخين حول الخلايا

تصفية العسل

العسل المخدر او عسل الهلوسة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق