-->

الاثنين، 11 سبتمبر 2017

تأثير المبيدات الزراعية على النحل
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر في 29 حزيران 2017 موضوعا هاما حول تأثيراستعمال المبيدات الكيمياوية لمكافحة الافات الزراعية على مستعمرات النحل, حيث اظهرت اكبرواحدث دراسة حقلية في هذا الموضوع على ان استمرار استعمال المبيدات لمكافحة الافات الزراعية يؤثر سلبا وبشكل كبير على مستعمرات نحل العسل ويؤدي لهلاكها.
واشارت هذه الدراسات التي تم نشرها في مجلة journal Science المرموقة الى وجود تلوث وسمية واسعة للاراضي الزراعية نتيجة استعمال انواع  المبيدات المختلفة.


وقدمت هذه الدراسات للمسؤوليين حول العالم الدلائل حول خطورة مبيد neonicotinoids المستعمل وضرورة اتخاذ اجراءات صارمة ضد استعمال هذا المبيد الذي من المتوقع ان يتم حضر استخدامه في الاتحاد الاوربي هذا العام مع العلم ان هذه المادة اصلا محضور استخدامها على المحاصيل المزهرة في الاتحاد الاوربي, وقد تباين التأثير السلبي لهذه المبيدات من دولة لاخرى. 
 يمثل مبيد ال neonicotinoids تقريبا ربع سوق المبيدات في العالم الذي يقدر بمليارات الدولارات وكانت الدراسات المختبرية تشير الى وجود تأثير مؤذي عند استعماله  على نحل العسل.
النحل من الحشرات المهمة لعملية تلقيح الازهار وقد لوحظ ان اعداده بدآت بالتناقص, قسم من هذا التناقص يعود للامراض ولتناقص المساحات المزروعة ولم توجد الا دراسات قليلة حول تأثير المبيدات على تناقص النحل
تم اجراء الابحاث على 33 حقل زراعي كبير في ثلاث دول وهي بريطانيا والمانيا وهنغاريا, حيث تم اجراء بحوث على النحل في حقول تم استخدام المبيدات فيها ومقارنتها مع النحل في حقول لم يستخدم فيها المبيدات وكانت النتيجة تناقص في نسبة نجاة النحل في مناطق استعمال المبيدات في بريطانيا وهنغاريا ولكن ليس في المانيا حيث كان جمع النحل للغذاء من المزارع التي تم رشها بالمبيد اقل وتم تأشير نسبة اصابة اقل للامراض
وقال البروفسور Richard Pywell من مركز البيئة والهيدرولوجي في بريطانيا والذي يعتبر جزء من فريق البحث لقد أظهرت النتائج تأثير سلبي كبير للمبيدات على دورة حياة النحل وقد ايد كثير من العلماء ممن لم يشاركو بالبحث هذه النتائج.  
وتوصلت النتائج الى ان النحل في المانيا كان غذائه على 15% من الحقول التي تم استعمال المبيدات فيها مقارنة ب 40-50% في بريطانيا وهنغاريا ويقول احد العلماء القائمين بهذا البحث من الواضح ان النحل في المانيا كان يتغذى على مصادر اخرى لم يتم رشها بالمبيد.
واشارت ايضا البحوث الى ان هناك انواع من النحل البري تم تأشير اثار المبيد neonicotinoids عليها في حين انها لم تكن في مناطق استعمال المبيد مما يدل على انها بقايا مبيدات قديمة موجودة في التربة ظهر تأثيرها لاحقا على النباتات والنحل.
ولقد كلفت هذه الابحاث مايقارب ثلاثة ملايين دولار تم دفعها من شركة Bayer و Syngenta المنتجة لمادة المبيد neonicotinoids ولكن لم يكن لهذه الشركات اي تدخل في البحث ونتائجه ولكنهم لم يقتنعوا بالنتائج وبقوا على قناعتهم بان هذا المبيد هو أمين في استخدامه وليس له تأثير سلبي على النحل.
وفي بحوث ثانية تم اجرائها في مزارع الذرة في كندا ونشرت في مجلة العلوم ان حبوب اللقاح الملوثة بمادة neonicotinoids لم يكن مصدرها المزروعات التي تم مكافحتها فقط بل قسم منها مصدره الزهور البرية.
وقالت الباحثة Nadia Tsvetkov في جامعة York في كندا والتي كانت مسؤولة عن هذا البحث ان هذا يدل ان مادة neonicotinoids والتي لها قابلية الذوبان في الماء تمتد من الحقول الى البيئة المحيطة بها لتمتصها نباتات اخرى يتغذى عليها النحل وان هذه المادة تبقى في التربة لفترات طويلة.
واشار البحث الى ان وجود مستويات طبيعية من مبيد fungicide يجعل مادة neonicotinoids ذات تأثير  سمي مضاعف مرتين على النحل حيث لم يتم سابقا دراسة تأثير اختلاط المبيدات مع بعضها على الحشرات
ويقول Doug Parr كبير العلماء في منظمة السلام الاخضر في المملكة المتحدة يمثل هذا البحث لحظة فاصلة للكفاح من اجل حماية النحل والبيئة من تأثير هذه المبيدات ويجب على المسؤولين اتخاذ الاجراءات اللازمة  لحضرها.
وقال البروفسور David Goulson وهو خبير النحل في جامعة Sussex في المملكة المتحدة في ضوء هذه الابحاث فلم يعد مقبولا الاستمرار بالادعاء بان استعمال مادة neonicotinoids في الزراعة لاتضر النحل وانه من الضرورة حماية البيئة من عشرات الانواع من المبيدات التي تسبب اضرار مدمرة للارض وللنظام البيئي الذي يبقينا على قيد الحياة.

الموضوع  مأخوذ من صحيفة الجارديان البريطانية في 29 حزيران 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق